17 - 07 - 2024

تباريح | انحدار نحو القاع

تباريح | انحدار نحو القاع

(أرشيف المشهد)

  • 14-9-2015 | 15:08

ربما تكون المرة الأولى في التاريخ التي تقتل فيها الشرطة سياحا ، على سبيل الخطأ ، وربما وضع الدولة في حرج على هذا النحو يمثل سابقة ، فهل يتعلم أحد ؟ هل هناك رشيد في هذا البلد لديه قدر ذكاء يمكنه من التعلم ، ويمكنه من إدراك أننا ننحدر نحو قاع هاوية؟

حين صدر قانون مكافحة الإرهاب قلنا أن إحدى مواده خطر محدق ، حيث تعتبر تصريحا بالقتل ، وأن القوانين حين لا تعرض للنقاش المجتمعي تتضمن كوارث ، ولم يسمع أحد لأننا في حالة مكارثية عقيمة تفرغ الوطن من خيرة أبنائه ومحبيه ، وتتيح للصوت الواحد ولعبدة الزعيم الملهم ولأصوات الرصاص والتفجيرات أن تعلو عما عداها.

كنا في خطر يتطلب أن نتوحد .. نعم ، لكن ليس معنى ذلك أن نتواطأ على القتل والفساد وجر الدولة إلى قاع منحدر . بملء الفم وبكل ثقة أقول أن النظام المصري الآن يكرر أسوأ ما ارتكبه نظام مبارك من جرائم سواء بوعي او بدون وعي ، يتواطأ على وزراء فاسدين فلا يقدمهم للعدالة رغم ان مستندات وتسجيلات فيديو تدينهم ، بل تؤكد المعلومات أنهم باقون في مناصبهم ، يطبخ انتخابات البرلمان أملا في تشكيل مجلس نواب من الشماشرجية ، يدفع أرامله ومطلقاته إلى الندب مطالبات (سواء كن اناثا او ذكورا ) بتعديل المواد الشيطانية في الدستور التي تقلص صلاحيات رئيس الجمهورية وتمنح صلاحيات لبرلمان الشعب ، يقرب أسوأ الإعلاميين وأكثرهم فسادا وتلونا ، فهم الضيوف الدائمين في ركاب الرئيس وتحت حذائه ، يحاصر الأصوات الحرة ويدفع خدامه المطيعين لنثر الشائعات حولها ، يسمح بالتمويل العلني الخارجي لصحف ومؤسسات إعلامية ، فتدفع الرواتب وتكاليف الطباعة وتكاليف حراسة رؤساء التحرير من عواصم خليجية بشكل مباشر وسافر وحقير ، يسن القوانين بليل ، يبريء الفاسدين ويسجن الأبرياء ويفرض عتمة لا سابق لها.

بعد انتهاء عهد مبارك وهو عهد لا تقارن ظلمته بما يجري الآن ، ترك الحالمون بوطن حر وظائفهم أو استثماراتهم في الخارج وعادوا ، الآن يندمون ويفكرون في أول فرصة للرحيل . زخم العقول الذي توفر وزخم الأحلام الذي كان كفيلا ببناء نهضة يتهاوى الآن ، الجوع في بلدي يزيد كل يوم ومعه يتمدد الاستبداد ويتمدد الخداع ويتمدد الخراب.

نحتاج وقفة جادة للمحاسبة ، وقفة جادة لإثبات وطنية من يزايدون على كل من يخاف على البلد وينتقد خطايا السلطة ، وقفة جادة لمراجعة القوانين وأوضاع حقوق الإنسان والحريات . نريد وطنا عفيا لا مبغى لمحترفي الاستربتيز ومحترفي التسلط والفساد . أنتم تقودون البلاد باتجاه الخراب .. أليس بينكم رجل رشيد؟

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!